جوليان كلينسيفيتش | المشهد الإبداعي لمبدعي لوس أنجلوس| مجلة THISTIME | G-SHOCK MIDDLE EAST & AFRICA

تقع ورشة جوليان كلينسيفيتش في مساحة إبداعية في لوس أنجلوس حيث يملك الكثير من الفنانين والمبدعين استوديوهات خاصة بهم. يتدفق النور الطبيعي عبر النوافذ الزجاجية الكبيرة المصنفرة والمثبتة على الجدران والسقف، ما يملأ المساحة البيضاء بمعظمها بالدفء. هنا يطبع كلينسيفيتش كتاباته على الآلة الكاتبة ويعزف على الجيتار ويرسم ويلتقط الصور ويتزحلق على لوح التزلج. إن الجدران مغطاة بمجموعة متزايدة من الأوراق الصغيرة التي يكتب عليها أفكاره، فيخال لك أنك تدخل إلى عقله. ما الذي يغذّي إلهامه المستمر؟

―― أنت تتحدى نفسك باستمرار من خلال طرق تعبير جديدة. ما الذي يحفّزك؟

قالت ملكة موسيقى البانك والشاعرة باتي سميث ذات مرة في إحدى المقابلات "لا يمكنك أن تنجح مرة واحدة وتقول لنفسك: لقد نجحت، فهناك مليون حاجز يجب اختراقه.” ظلت هذه العبارة عالقة في ذهني. لا أكترث لتكرار الأمر نفسه مرتين، حتى لو كان يشبه أعمالي الأخرى، دائمًا ما أحاول أن أدخِل إلى عملي عنصرًا جديدًا بنسبة 2% على الأقل. وهذا الحس بالحداثة هو ما يجعل الحياة أكثر حماسة ويقود إلى اكتشافات جديدة. بالنسبة إلي، إن الفن هو كم يمكن للمرء أن يكشف للناس عن نفسه، إذ يعبّر كل منا عن عالمه بطريقة معينة وينظر إليه المُشاهد من خلال تجاربه الخاصة. إذا حصل ذلك، فهذا هو الفن. في الأساس، إن الدافع وراء الفن هو الرغبة في أن يتم فهمك والاعتراف بوجودك. بالنسبة إلي، إن الفن والتعبير عن النفس هما سبيلان لعيش الحياة بطريقة معمقة أكثر. لذا، أريد دائمًا أن أتحدى نفسي من خلال القيام بأمور جديدة، لأن كل تجربة تحمل قيمتها الخاصة.

―― أنت تعمل في التصوير الفوتوغرافي والأفلام والرسم والموسيقى والكتابة. هل هناك موضوع مشترك بين أعمالك؟

تغيّرت المواضيع التي تناولتُها مع الوقت، لكن الألوان هي العنصر الموحّد بين أعمالي كلها. عندما أؤلف الموسيقى، تثير الألحان والأنماط غالبًا ألوانًا في ذهني، مثلاً، "يبدو هذا كاللون الأزرق،" أو "يبدو ذلك بلون زهرة الليلك." عندما أصوّر العالم من خلال التصوير الفوتوغرافي أو الأفلام، أعبّر عن الألوان التي أراها. مؤخرًا، كنتُ منغمسًا للغاية في الكتابة، وحتى عند قيامي بذلك، أجد نفسي أفكر: "يبدو هذا المقطع كاللون الأرجواني،" أو "يثير هذا اللونَين الأخضر والأزرق في ذهني." أنا لا أربط الكلمات بالألوان بشكل واضح، لكني أتصوّرها دائمًا.

――لماذا تعتبر أن اللون هو عنصر أساسي في عملك؟

لطفولتي تأثير كبير في ذلك، فالكثير من ذكرياتي المبكرة تأتي من الغرب الأوسط، في شيكاغو وميشيغان. تتميز الطبيعة هناك بألوان متميزة للغاية، إذ تُظهر العواصف الرعدية الألوان الأرجوانية في السماء، ويتميز التراب بلونه الأصفر المائل إلى الرمادي، وتتمتع الأشجار الكثيفة بلونها الأخضر الداكن والبحيرات بلونها الأزرق المذهل. انطبعت هذه المناظر في ذهني كلوحة من الألوان. يقول الناس إن كاليفورنيا تتميز بجودة ضوء فريدة، وأنا أوافقهم الرأي. تتمتع مناظر المدينة بألوان جريئة وزاهية تدخل مباشرة في مجال نظرك. أثّرت ألوان كاليفورنيا المتباينة للغاية بشكل كبير على الجرأة والتباين في أعمالي الفنية.

―― تميّز عملك الفني لـ DW-6900 باستخدامك المميز للألوان والحنين إلى الماضي. ماذا كانت الفكرة وراء هذا العمل؟

أردت أن أكتشف طرقًا أعبِّر فيها عن الوقت. في البداية، التقطتُ صورًا بكاميرا Polaroid لساعة G-SHOCK كل يوم لمدة أسبوع كامل وخلتُ أن ذلك قد يعبّر عن مرور الوقت. قمتُ أيضًا بتصوير مقاطع فيديو بحركة بطيئة للغاية لالتقاط حركة يدي. كنتُ آمل أن أجد توازنًا مثاليًا في تلك اللحظات، لكني لاحظتُ في مرحلة ما كيف كان الشمع الملوّن يذوب ويتساقط بالتنقيط في غرفتي، ففكرتُ أن ذلك قد يكون طريقةً جميلةً للتعبير عن مرور الوقت. تطورت هذه الفكرة في النهاية إلى رسم الشمع الذي يذوب. إن العملية الإبداعية لدي هي دائمًا دورة من التجارب.

―― التقطت مقطع فيديو ورسمت لوحة لهذا المشروع. هل أنت راضٍ عن النتائج؟

كان العمل على موضوع الوقت مثير للاهتمام للغاية، ففي عالم اليوم، خاصة في مجال الأعمال التجارية، ثمة ضغط دائم للعمل بطريقة أسرع وبفعالية أكبر. لذلك، أردتُ أن أذهب عكس هذا التيار وأن أشدد على أهمية أخذ الوقت الكافي لتطوير الأفكار. أجريتُ تجارب يومية بطرق مختلفة لكي أتمكن من التعبير عن الوقت، وتطورت هذه الأفكار لتُتوَّج أخيرًا بهذين العملين الفنيين. إني سعيد بالنتائج النهائية.

ماذا تعني "القوة" بالنسبة إليك؟

بالنسبة إلي، إن القوة الحقيقية هي البقاء صادقين مع أنفسنا وهي أن نفهم من نحن وأن نبقى صادقين بشأن ذلك، حتى لو تسبب ذلك في احتكاك مع الآخرين. لن يتقبل الجميع القيَم أو وجهات النظر التي تتبعها، لكن القدرة على قول، "هذا أنا حتى إذا لم تتقبل ذلك،" يتطلب قوة حقيقية. من المهم أن نكون عنيدين لكن مع العيش بلباقة، والتمسك بالقناعات من دون التأثر بالآخرين. أن نقول بكل هدوء وحزم في آن، "هذا هو طريقي." بالنسبة إلي، هذا ما أعتبره القوة الحقيقية.

01.
في الآونة الأخيرة، انغمس كلينسيفيتش بشكل كبير في الكتابة مستخدمًا الآلة الكاتبة للابتعاد عن المشتتات الرقمية. "أشعر أن الكتابة عالم جديد من التعبير، فعلى عكس التصوير الفوتوغرافي والأفلام التي تعكس العالم الحقيقي، تنبثق الكتابة من الخيال بشكل كامل. إنها تحدٍ جديد وشيّق ومبتكر."

02.
بالإضافة إلى ذلك، إن كلينسيفيتش موسيقي نشط يعبّر عن نفسه من خلال العزف على الجيتار والبيانو والغناء. أثناء المقابلة، حمل الجيتار وبدأ بعزف أغنية مرتجلة بكلمات خطرت على باله في اللحظة نفسها.

ملف التعريف.

جوليان كلينسيفيتش

إن جوليان كلينسيفيتش فنان ولد عام 1995 في كاليفورنيا وهو يعمل في التصوير الفوتوغرافي والأفلام والرسم والموسيقى والشعر. حظيَ بدعم من الموسيقيين وعلامات الأزياء في جميع أنحاء العالم، وساهم في مشاريع مثل الفيلم الوثائقي لبيونسيه "Homecoming" الذي فاز عنه بجائزة غرامي.